كيف تساهم شركة إيني في إنتاج النفط والغاز في ليبيا وأمن الطاقة على نطاق أوسع؟

تتواجد شركة إيني في ليبيا منذ عام 1959 وهي الشركة الدولية الرائدة في مجال النفط والغاز في البلاد. وهي تعمل في مشروع مشترك بالمناصفة مع المؤسسة الوطنية للنفط (NOC)، باسم مليتة للنفط والغاز. وفي عام 2024، بلغ إجمالي إنتاجها التشغيلي 403,000 برميل من المكافئ النفطي يومياً.

إيني هي أكبر منتج للغاز في ليبيا والمورد الرئيسي للغاز إلى السوق المحلية. في عام 2024، أنتجت إيني 8.5 مليار متر مكعب من الغاز، وهو ما يمثل 80% من إنتاج الغاز في البلاد. ومن هذا الإنتاج، لبت 7 مليارات متر مكعب 70% من احتياجات السوق المحلية لتوليد الكهرباء، مما وفر طاقة تزيد عن 3 جيجاوات، بينما تم نقل حوالي 1.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى إيطاليا عبر خط أنابيب جرين ستريم.

تم تجميع أنشطة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في سبع مناطق تعاقدية رئيسية تغطي مساحة إجمالية تبلغ حوالي 80,000 كيلومتر مربع، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط البحري بالقرب من طرابلس، وحوض سرت البحري بالقرب من بنغازي والصحراء الليبية. وفي أكتوبر/تشرين الأول، بدأت أنشطة الحفر الاستكشافية في مناطق غدامس البرية بالقرب من حقل الوفاء.

وعلى الرغم من التحديات التي شهدتها السنوات الأخيرة، واصلت الشركة العمل والاستثمار في ليبيا، وذلك بفضل دعم المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة، وهي شريك قديم. في عام 2023، تمت الموافقة على ثلاثة مشاريع استراتيجية ويجري تنفيذها حاليًا لزيادة إنتاج الغاز للسوق المحلية والتصدير إلى أوروبا، ولخفض البصمة الكربونية للأصول المشغلة بشكل كبير (-3.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا):

 

• "هياكل A&E": أول مشروع غاز رئيسي يتم تطويره في البلاد منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
• "الاستفادة من غاز بوري": يهدف المشروع إلى عدم حرق الغاز والاستفادة منه.
• "ضغط صبراتة": يعمل المشروع على تعظيم إنتاج الغاز من حقل بحر السلام.

وتماشياً مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، تشارك إيني في مبادرات لضمان استمرار إمدادات الكهرباء (الهدف 7) من خلال دعم إدارة أربع محطات لتوليد الطاقة الكهربائية، والتي توفر حوالي 3 جيجاوات لتلبية احتياجات مليوني أسرة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل إيني على تحسين قطاع الرعاية الصحية (الهدف 3) من خلال الدعم المباشر لمرافق الرعاية الصحية وتدريب الكوادر الطبية. وبعد توقيع اتفاقية مع المنظمة الدولية للهجرة في ديسمبر 2023، يجري تنفيذ مشروع تعاون مدته خمس سنوات لتدريب 850 شابًا لتسهيل حصولهم على عمل.

استأنفت إيني أنشطة الاستكشاف البرية في ليبيا بعد توقف دام 10 سنوات، بدءاً من البئر A1-96/3 في حوض غدامس. ما هي الخطوات التالية لشركة إيني فيما يتعلق بأنشطة الاستكشاف في البلاد؟

على مر السنين، عززت إيني إنتاجها في البلاد من خلال نجاحات استكشافية متكررة، مما أدى إلى تطوير العديد من الحقول العملاقة، بما في ذلك بوري وبحر السلام البحريين وأبو عتيفل والوفاء البريين. ومع محفظة متجددة من مشاريع الاستكشاف الناتجة عن الاستحواذ على السيطرة التشغيلية على امتيازات كبيرة كانت موكلة سابقاً إلى شركة "بي بي"، استأنفت إيني أنشطة الاستكشاف مع إمكانية تحقيق المزيد من الاكتشافات.

تقوم شركة إيني بتشغيل تراخيص الاستكشاف الجديدة في حوض غدامس البري (المنطقتين (أ) و(ب)) وحوض سرت البحري (المنطقة (ج)) من خلال مشروع مشترك يضم شركة إيني شمال أفريقيا (المشغل) 42.5%، وشركة بي بي 42.5%، والمؤسسة الليبية للاستثمار 15%. في أكتوبر، وبعد غياب 10 سنوات من أنشطة التنقيب في البلاد، بدأت أنشطة الحفر في المناطق البرية في غدامس بالقرب من حقل الوفاء. سيكون القرب من البنى التحتية الحالية للغاز أمرًا محوريًا لسرعة الوصول إلى السوق في حالة الاكتشاف. وفي النصف الثاني من عام 2025، من المقرر أيضًا حفر أول بئر استكشافية "في المياه العميقة جدًا" في المنطقة (ج).

وعلاوة على ذلك، تواصل إيني استكشاف تراخيصها البحرية والبرية التاريخية في ليبيا بالاستفادة من البنية التحتية الحالية ومشاريع تثمين الغاز الجارية لتقليل الوقت اللازم للوصول إلى السوق. وعلى وجه التحديد، من المقرر حفر بئر بحري في منطقة صبراتة في عام 2025، ومن المقرر إجراء مسح زلزالي بري في حوض سرت خلال خطة السنوات الأربع.

يهدف مشروع "إيني" الخاص بالهياكل A&E إلى تعزيز إنتاج الغاز لكل من ليبيا وأوروبا. كيف تنظرون إلى أهميته الاستراتيجية بالنسبة للتعاون بين إيطاليا وليبيا في مجال الطاقة وما هي الخطوات التي يتم اتخاذها لتحقيق هدف الإنتاج؟

في عام 2023، وبسبب الوضع المستقر نسبيًا، وافقت شركة إيني وشركة النفط الوطنية على ثلاثة مشاريع استراتيجية تهدف إلى زيادة إنتاج الغاز، سواء لتزويد السوق المحلية أو لتصدير الغاز إلى أوروبا. سيكون لهذه التطورات أيضًا بصمة كربونية منخفضة بشكل كبير.

أحد هذه المشاريع الثلاثة هو مشروع "الهياكل A&E"، الذي وافقت عليه شركة النفط الوطنية وإيني في يناير 2023. ويتضمن تطوير حقلي غاز يقعان في منطقة بحر السلام، في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل طرابلس، وسيتم ربطهما بمحطة المعالجة الحالية في مليتة. وهذا هو أول مشروع كبير يتم تطويره في البلاد منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ويشمل أيضًا تخزين ثاني أكسيد الكربون في حقل بحر السلام، مما يقلل من الانبعاثات بحوالي 2 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا. والمشروع حاليًا في مرحلة التنفيذ، ويتوقع بدء التشغيل التدريجي للمشروع الذي يسهم في إنتاج ما يصل إلى 750 مليون قدم مكعب في اليوم.

وقد بدأت الأنشطة الهندسية والإنشائية للمنصة المخصصة للهيكل (أ). ستبدأ أنشطة الحفر البحري في النصف الأول من عام 2025، بينما ستتم ترسية حزم المناقصات المتبقية خلال العام.

أما المشروع الثاني فهو مشروع "استخدام غاز بوري"، الذي تمت الموافقة عليه في مارس 2023؛ ويهدف إلى تقليل الانبعاثات بحوالي 1.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا والاستفادة من الغاز الذي يتم حرقه حاليًا. تمت ترسية عقد الإنشاء والتركيب في أغسطس 2023، والمشروع الآن في مرحلة التنفيذ.

وأخيرًا، يلعب مشروع "ضغط صبراتة"، الذي تمت الموافقة عليه في مايو 2023، دورًا حاسمًا في الحفاظ على إنتاج الغاز من حقل بحر السلام ودعم الإنتاج المستقبلي من الهياكل A&E. وبعد ترسية عقد الإنشاء والتركيب في أغسطس 2023، أصبح المشروع حاليًا في مرحلة التنفيذ مع توقع بدء التشغيل في عام 2025.

بالإضافة إلى ذلك، تتعاون إيني بنشاط مع المؤسسة الوطنية للنفط لدراسة وتحديد المزيد من الفرص لزيادة توافر الغاز للبلاد، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والمساهمة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة. وعلاوة على ذلك، وتماشياً مع استراتيجية إيني وأهداف الحكومة الليبية لتسريع عمليات إزالة الكربون والتحول في مجال الطاقة، تم توقيع مذكرة تفاهم مع المؤسسة الوطنية للنفط في يونيو 2023 لتحديد فرص خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل مشترك.